رسالة من بسماوي

بعد سنين من المعاناة ، بسبب قلة الخدمات ، وكثرة الازمات ، و قناعتي مثل ما اقتنع غيري بشكل مطلق ، ان الوضع الذي نحن فيه لم و لن يتحسن ، فخطرت على ذهني أخيرا فكرة الهجرة و السفر و العيش خارج البلد ، و بدون ان استشير أي احد .

اسافر لكي انعم بحياة بسيطة وهادئة ، اسافر لكي أرى شوارع نظيفة ، اسافر لكي أرى اولادي يرتادون مدارس حديثة ومكيفة ، اسافر لكي انعم بنعمة الكهرباء و انعم بالرفاهية  والحرية والقانون ، واتفرغ للاهتمام بنفسي و بعائلتي و لايكون اهتمامي كيف ابحث عن ماء نظيف ، او كيف استيقض في منتصف  الليل بسبب انقطاع الكابل المغذي لكهرباء المنزل .


$$


لكن في يوم من الأيام وانا اتصفح الانترنيت ، قرات عن مدينة بسماية ، وانها حلم لي ولعائلتي .

بالتاكيد و في بادئ الامر كنت في شك من مصداقية ما اقرأه  او ما اسمعه ، حيث تعودت كما تعود غيري من أبناء بلدي على الوعود المزيفة ، و الاخبار الوهمية .

لكني تحدثت في داخلي لماذا لا اعطي لنفسي فرصة أخيرة قبل السفر بلا عودة ؟؟

و في اليوم التالي ركبت سيارتي ، و توجهت لارى بعيني هل فعلا ما اسمعه هو الحقيقة ؟

واذا بي أرى بارقة من الامل تلوح في الأفق .

فانتابني شعور بالطمانينة ، وتوجهت لاسافر الى مكان اخر ، مكان  داخل بلدي .

انها مدينة بسماية ، مدينة الامل الاخير ، مدينة يحلم بها كل عراقي .

الحلم الذي طال انتظاره ، الحلم الذي نتمنى بقاءه .




و بعد طول انتظار ، ذهبت لاستلم مفاتيح الامل ، مفاتيح الحياة الكريمة .

دخلت الى المدينة الجديدة ، فرايت المساحات الخضراء و العمارات المرتفعة و الشوارع المعبدة ، فتوجهت مباشرة الى عمارتي و انا اشعر بالسعادة المطلقة ، دخلت الى المصعد وكاني فعلا سافرت خارج البلاد .

بعدها فتحت باب شقتي ، فتحت باب سكني الجديد ، الذي طال انتظاره .

و بدأت حياتي تولد من جديد .

يا ليتني أرى جميع مدننا بهذا الجمال ، يا ليت عاصمتنا الحبيبة تنال ما تستحقه ، اننا في بلد من اغنى بلدان العالم ، اذا لماذا لا نكون من افضل بلدان العالم ؟




مدينة مثل مدينتي كلفت الدولة 7 مليارات دولار ، فكم من أموال صرفت في غير محلها او سرقت لو انها استخدمت بالشكل الصحيح لراينا اكثر من بسماية واحدة .

و منذ سكني في مدينة بسماية الى اليوم وأنا احمد الله كل يوم على هذه النعمة الكبيرة ، و انا على يقين ان ابناء مدينتي الطيبين سوف يحافظون عليها كما يحافظون على منازلهم  و على ممتلكاتهم و يحاربون التخريب في مدينة بسماية  ، فهي ملك للجميع .

و في  ختام الحديث لا يسعني الا ان أوجه رسالتي مرة اخرى الى كل من سكن في مدينة بسماية ، حافظوا عليها فانها مستقبلكم ومستقبل اولادكم ، وانشروا المحبة والسلام فهما اساس التعايش و اساس الاستقرار . 

google-playkhamsatmostaqltradent