كيف يمكنك أن تكون سعيداً ؟
السعادة باختصار هي ان تشعر بالامان ، و كما تعلم أن الشعور بالامان ليس بالامر الهين او الشيء السهل لكن مع قرائتك لهذا المقال سيكون الامر اسهل مما تتوقع ، فكل من نال ميزة الشعور بالامان هذا الشعور الجميل ، تجده سعيداً في حياته ، و الدليل على ذلك أنك لو تمعنت قليلاً بالاشخاص الذين تجدهم سعداء في حياتهم ، ترى أن سر سعادتهم مرتبط بشعورهم بالامان .
و المقصود بالامان هنا نوعين :
النوع الاول : الشعور بالامان على المستوى العائلي .
النوع الثاني : الشعور بالامان المجتمعي .
و كلاهما مهم ، و الامان حالة نفسية مهمة و مؤثرة بشكل مباشر على سعادتك ، و على سبيل المثال لو انك تعيش وسط عائلة لا تشعرك بالامان و تتعامل معك بقسوة و احتقار و اغلب او جميع او فرد واحد من عائلتك يسبب لك تهديداً مباشراً فانك من المستحيل ان تعيش حياة سعيدة و هذا هو النوع الاول الذي ذكرناه .
او انك تعيش في بيئة مجتمعية مليئة بالحروب و الصراعات و القتل و السرقة و غيرها فان حياتك ستكون سيئة و شعورك بالسعادة سيكون معدوماً الذي يرتبط مباشرة بالشعور بالامان .
و الشعور بالامان اساساً لا يأتي الا من الله عز و جل ، حيث انك لو واجهت حياةً صعبة ، و مجتمعاً سيئاً كما ذكرنا ، هل معنى ذلك انك محكوم ان تعيش حياة تعيسة ! لا بالتأكيد ، حيث ان الله سبحانه و تعالى اعطاك الدواء الحقيقي للشعور بالامان و السعادة حيث قال جل و علا في محكم كتابه :
{{ من عمل صالحاً من ذكر أو انثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة }}
اذاً .. سعادتك مرتبطة اساساً بعملك الصالح ، على ان تكون مؤمناً بالله و قدرته على أن يجعل حياتك الدنيا و الاخرة سعيدة ، فالايمان بالله سبحانه و تعالى يهد القلوب و يسعدها و يشعرها بالامان و يعلمها بأنه يوجد رب كريم ، عاقبة من يؤمن به هي السعادة الابدية .
حيث قال تعالى :
{{ و من يؤمن بالله يهد قلبه }} .
نستنتج من ذلك ان السعادة لا تأتي الا بالشعور بالامان ، و الشعور بالامان حتى في اتعس الظروف التي تعيشها يأتي من ايمانك بالله و بقدرته على اسعادك .
و السعادة هي من أعمق وأجمل المشاعر الإنسانية ، و هي حالة من الرضا والسكينة والبهجة يعيشها الإنسان عندما يشعر بالانسجام مع نفسه و العالم من حوله.
لكنها ليست هدفًا ثابتًا نصل إليه ونبقى فيه ، بل هي تجربة متغيرة تتأثر بنظرتنا للحياة ، وعلاقاتنا ، وتصرفاتنا اليومية.
كيف يمكن ان تكون سعيداً ؟
بالاضافة الى ما ذكرته ، ساذكر لك بعض النقاط المهمة التي قد تجعلك سعيداً في حياتك :
* الامتنان و الرضا : أن يكون الإنسان ممتنًا لما يملك ، حتى لو كان بسيطًا ، هو أحد أسرار السعادة ، و الرضا لا يعني التوقف عن الطموح ، بل عيش اللحظة بتقدير لما فيها ، دون ربط الفرح بما هو مفقود.
فالنعم التي تملكها كثيرة مقارنة بما تراه سيئاً في حياتك ، حيث قال تعالى : {{ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا }} .
و لو انك ركزت على ما تملك من النعم و تستغلها لتعيش حياة جميلة فانك بكل بساطة ستكون سعيداً في حياتك .
* العلاقات الإنسانية الطيبة :
الأصدقاء الحقيقيون ، العائلة ، الشريك ، أو أي شخص يمنحك حبًا وتفهمًا، هم من أهم مصادر السعادة ، فالعلاقات العميقة تغذي الروح وتمنحك الدعم في أوقات الشدة.
و لو كنت تعيش منعزلاً بعديداً عن الناس خوفاً منهم فذلك هو الرهاب الاجتماعي الذي سيجعلك تعيساً مهما توفرت لك سبل السعادة ، فانت بحاجة الى الناس ، بحاجة الى الحديث ، بحاجة الى الضحك ، بحاجة الرفقة في عند التسوق ، او التنزه او السفر ، فلا يمكن ان تعيش منعزلا ، منطوياً ، قليل الثقة بالنفس ، انهض الان و استمتع بما لديك من النعم ، فالفرق بينك وبين السعداء أنك لا تزال جالساً في مكانك و الوقت يمضي .
* الهدف والمعنى :
أن يكون لحياتك غاية تشعر بأهميتها ، سواء كان ذلك في العمل ، أو المساعدة ، أو التعبير عن نفسك ، يمنحك شعورًا بالاتجاه والقيمة ، و هذه تعتبر من اهم سائل السعادة هو ان يكون لديك هدف على المستوى القريب و هدف على المستوى البعيد ، اكتبها من الان ، و اسعى لتحقيقها ، لا تتردد و كن حماسياً واقعياً ، و اعلم ان جميع الاهداف تتحقق بالاصرار و العزيمة مهما كانت صعبة و لا يوجد شيء مستحيل ، المستحيل هو انك لا تظل جالسا في مكانك و لم تتجرأ ان تفكر حتى بما يسعدك او يجعل من حياتك افضل .
* البساطة والابتعاد عن المقارنة :
كلما قارن الإنسان نفسه بالآخرين ، ضعف شعوره بالسعادة ، فالسعادة تنمو في بيئة من البساطة والصدق مع الذات ، لا في سباق مستمر مع الآخرين ، و مقارنة نفس بالاخرين من اهم اسباب التعاسة ، لانها متعبة جدا و غير منطقية ، فليس كل الناس سواسية ، و مثلما يوجد اشخص حالتهم المادية افضل منك ، فهنالك من هم اسوأ منك ، و كما ان هنالك اناس صحتهم افضل من صحتك ، فهنالك من هم الاسوء و تراهم اسعد منك .
افرح بما تملك و احمد الله على كل نعمة انت فيها ، وانسى الماضي فلا رجعة فيه و ابدأ حياتك من الان .
* المرونة في التعامل مع الألم :
الحياة لا تخلو من الأزمات ، والسعيد ليس من لم يمر بصعوبات ، بل من استطاع تجاوزها بعقل وقلب سليم ، نعم قد يمر الناس باتعس المصائب التي لا يمكن نسيانها ، او التعايش معها لشدتها و لصعوبتها ، لكن اعلم ان هذه الحياة فانية مهما حصل ، و هي سنوات قليلة و ننتقل الى الحياة الاخرى ، فلا تضيع وقتك بالشعور بالالم او الندم على اشياء من المستحيل تغييرها او اعادتها ، و استمتع بما تبقى لديك من الوقت ، فمن فقدتهم ستراهم ، و ما خسرته سيتعوض ، و ما فاتك لا تأس عليه فالقادم افضل .
و في النهاية استطيع القول الى كل من يبحث عن السعادة ان يردد الكلمات التالية :
{{ ربنا اتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة و قنا عذاب النار }} .
سوق بسماية 19/6/2025