بعد الارتفاع الكبير في سعر الدولار الامريكي أمام الدينار العراقي الذي وصل الى أكثر من 160,000 الف دينار عراقي مقابل كل 100 دولار أمريكي في الاشهر السابقة ، انخفضت اليوم السبت الموافق 23/12/2023 اسعار الدولار في أسواق بغداد ( مكاتب الصيرفة ) ، و في محافظة اربيل ايضاً عاصمة اقليم كوردستان العراق .
حيث بلغ سعر صرف الدولار الأميركي 152 ألف دينار مقابل كل 100 دولار في مكاتب الصيرفة داخل العاصمة بغداد .
ومع افتتاح بورصتي الكفاح والحارثية انخفضت اسعار الدولار ، لتسجل 152,450 ديناراً عراقياً مقابل 100 دولار ، فيما كانت الأسعار الخميس الماضي 153,250 ديناراً مقابل 100 دولار.
وكان مجلس الوزراء ، قد أعلن في وقت سابق ، المصادقة على تعديل سعر صرف الدولار إلى 1320 دينار للدولار الواحد.
ومنذ حوالي أكثر من عام ، وتحديداً منذ بدء عمل البنك المركزي بالمنصة الإلكترونية ونظام التحويل المالي الدولي “سويفت” ( SWIFT ) ، لم تشهد أسعار صرف الدولار في العراق استقراراً بالرغم من محاولات الحكومة والبنك المركزي السيطرة على سعر الصرف في الأسواق الموازية .
سعر الدولار أمام الدينار العراقي أثر و بشكل كبير على حياة المواطن العراقي و خصوصاً الطبقات المجتمعية الوسطى فما دون ، حيث ازدادت اسعار السلع و البضائع ، التي بدورها أدت الى صعوبة المعيشة لدى كثير من العوائل العراقية ، و نتج عن ذلك تضخم أثر سلباً على حياة المواطنين ، وأدى إلى ركود اقتصادي غير مسبوق .
كانت بداية ارتفاع سعر الدولار الامريكي امام الدينار العراقي ، عندما قرر البنك المركزي العراقي إيقاف التعامل بالدولار لأربعة من المصارف ، التزاماً منه بضوابط أميركية ، و تزامن مع هذا القرار وضع ضوابط صارمة لمصارف عراقية أخرى و الهدف من ذلك منع تهريب الدولار .
أدت تلك القرارات إلى انخفاض مبيعات البنك المركزي العراقي اليومية من العملة الأميركية من نحو 300 مليون دولار يومياً إلى نحو 50 مليوناً فقط ، ما أدى إلى شح في العملة الصعبة وارتفاع الطلب عليها ، وبالتالي ارتفاع سعر صرف تلك العملات مقابل العملة المحلية في السوق العراقية.
الازمة بدأت عندما تم تحديد السعر الرسمي للدولار 1450 ديناراً ، فيما وصل في السوق السوداء إلى 1700 دينار ، قبل قرار تعديل السعر، وذلك بالتزامن مع إخضاع البنك المركزي العراقي لنظام سويفت العالمي .
لم يتضرر من ازمة ارتفاع سعر الدولار أمام الدينار العراقي سوى المواطن العراقي ، حيث تسببت هذه الأزمة في ارتفاع كبير في أسعار السلع ، و التي شملت المواد الغذائية والإنشائية و غيرها .
ارتفاع سعر الدولار امام الدينار يؤدي الى زيادة سعر البضائع المستوردة من الخارج و بالتالي يبيع تجار الجملة البضائع باسعار مرتفعة الى اصحاب المحلات الذين بدورهم يزيدون من اسعار البضائع لتنعكس سلباً على المواطن البسيط .
سعر الدولار اليوم في العراق 1520 دينار ، بمعنى أن كل 100 دولار امريكي يعادله 152,000 الف دينار عراقي ، وهكذا فالمواطنون هم من يدفعون الثمن جراء ما يحدث ، والضرر يطالهم في مختلف المجالات ، فمثلا من تملك شقة بالتقسيط ، وأقساطها الشهرية تحتسب بالدولار ، عليه الآن دفع مبلغ أكبر بالدينار العراقي مما كان يدفعه سابقاً ، لسداد القسط الشهري بالدولار ، و كثير من التجار يستوردون البضائع و يتعاملون مع المشتري بسعر الدولار .
و مثال اخر على ازمة ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار و هو بيع وشراء السيارات ، فالسيارة التي سعرها 20 الف دولار ، كانت تعادل 24 مليون دينار عراقي عندما كان سعر صرف الدولار الواحد يساوي 1200 دينار عراقي ، أما اليوم فان نفس السيارة يبلغ سعرها أكثر من 30 مليون دينار عراقي .
الحكومة العراقية من جانبها تواصل دعمها للبنك المركزي العراقي لإعادة سعر صرف الدولار مقابل الدينار إلى السعر الرسمي ، و هذا جزء من مجمل اقتصادي بحاجة إلى تصد شجاع وحلول ناجعة لإنهاء السياساتِ المالية الخاطئة التي ورثتها الحكومة الحالية من الحكومات السابقة .
سوق بسماية 23/12/2023